الوثنية السياسية والعهر الساسي

إلي المسلمين المتعاونين مع جهاز المخابرات (CIA) في السيطرة علي المؤسسات الإسلامية

إن في علاقتكم مع أشرار المخابرات نوع من العهر السياسي. وسبب إستخدام كلمة عهر لأنها تعبر عن علاقة غير شرعية علي السرير. فكيف ياإخواني ننام مع أشرار المخابرات في سرير واحد أو مؤسسة واحدة ونحن لنا توجه مختلف تماما عنهم ونأمل من الله أن لا يحشرنا معهم. إن مايفعله الأشرار من جهاز المخابرات مضاد تماما ليس فقط للإسلام ولكن لكي قيم العدالة والرحمة والإنسانية. إن من يحاكمونكم الآن بتهمة الفساد مع زملائكم الأشرار ليسوا مسلمين ولكنهم يحاكمونكم إلي قوانين العدالة والدستور والحقوق الدستورية التي من المفروض أن نكون حماة لها لا أعداء لها. لقد أدي وجدوكم في سرير واحد مع الأشرار من جهاز المخابرات إلي أن أعتبرتم منهم وأسأتم للدين الذي تحملون إسمه.

أما مفهوم الوثنية السياسية فإنطباقه علي حالتكم يأتي نتيجة أنكم قد عبدتم المساجد والمؤسسات الإسلامية إلي أشرار المخابرات. ثم ها أنتم هؤلاء تعتدون علي من عارضكم في موقفكم هذا إعتداء إجراميا مع زملائكم الأشرار من جهاز المخابرات لأنه رفض أن يركع كما ركعتم. إن بناة هذه الحضارة العظيمة بنوها علي أساس "إما الحرية وإما الموت" (Give me freedom or give me death). أما مشركي الوثنية السياسية من المهاجرين من بلاد إسلامية الذين تربوا علي عبادة الفرعون لما جائوا إلي أمريكا بحثوا عن فرعون أمريكي لكي يعبدوه هم ويعبدوا المساجد والمؤسسات الإسلامية له. فبالله عليكم أليست هذه الوثنية السياسية هي التي أخرجتنا من ديارنا وكنا ناقمين عليها ونلعن رؤسائنا الذين أوقعونا فيها. أو لما نجانا الله منها فعلنا مثلما فعل هؤلاء الرؤساء في بلادهم وشعوبهم. أو نكرر نفس المأساة مرة أخري علي مستوي المساجد بدلا من الدول ونكرر نفس النظام الديكتاتوري المحمي بقوة المخابرات. ألم تستخدم صلاحيات المخابرات لتحطيم المعارضين وطردهم خارج أمريكا لا لشئ إلا أنهم عارضوا تكرار هذه الوثنية السياسية البغيضة التي هربنا جميعا منها. ألا ترون التشابه بينكم وبين رؤساء الدول التي هربنا منها. ألا ترون أن عبوديتكم للمخابرات هي تماما مثل عبوديتهم لها. ألا ترون أن أسباب عبوديتكم للمخابرات وتعبيد المساجد لها هي نفس الأسباب التي جعلت الحكام الديكتاتورين في بلادنا يعبدون المخابرات ويعبدون البلاد والعباد لها، ومن يتجرأ ويعترض يقهر ويطحن بقوة الحديد والنار. ألا ترون تشابها عجيبا بين النموذج الذي أنشأتموه هنا مع النموذج الذي هربنا منه في بلادنا.

 إتقوا الله وإعلموا أنه لو قطعتم علاقتكم بأشرار المخابرات لكان خيرا لكم، ولو تحررت المساجد والمؤسسات الإسلامية من سيطرة المخابرات لكان خيرا للوطن ولأبناء الوطن من المسلمين وغير المسلمين وللمساجد وللمؤسسات الإسلامية. هل تعتقدون أن هؤلاء الأشرار يبيتون نية حسنة للمساجد والمؤسسات الإسلامية. وحتي لو فرضنا أنهم من الأخيار علي سبيل المشاكلة، فهل من حقهم أو حقكم أن تعدوا علي الدستور وتغزوا المساجد والمؤسسات الإسلامية وتتحكموا فيها وأنتم موظفون حكومة في جهاز المخابرات. هل فعل النصاري ذلك بكنائسهم وهل يسمحون بمثل ذلك لها. هل فعل اليهود أو البوذيين أو الهندوس هذا بمعابدهم وهل يسمحون بمثل هذا لها. أيصح أن نكون نحن أسوء القوم. أليس من الأولي أن نضم أيدينا معا ونقف مثل الرجال ندافع عن مساجدنا ومؤسساتنا بدلا من أن نكون في هذا الموقف الذي فيه نحن اليوم. إننا لا أدري ماحجتكم وما منطقكم في موقفكم هذا ولا نستطيع أن نفهم لماذا تصرون عليه ولماذا تتمادون فيه. لا تحتجوا بأن تقولوا أنكم تخشون أن يصيبكم من الأذي ما أصاب المعارضين لأن ما أصاب المعارضين من الأذي هو أولا بعمل يد بعضكم، ثم أنكم كلكم شركاء فيه لأنكم تركتموهم بمفردهم يتلقون الضربات بدون مساعدة أو حماية. ولو كنا يدا واحدة لما ضرب أحدنا هذا الضرب المهين أمام أعين الآخرين الذين تركوه وأخذوا يتفرجون عليه بدون أي نوع من أنواع المساعدة بالمرة. فأنتم إما خصوم أو متخاذلين لأنكم هربتم جميعا ودفنتم رؤسكم في الرمال مثل النعام وتركتم أجسادكم فوق الرمال عرضة لعبث العابثين من الأشرار.